النتاجات التعليمية: البوصلة التي تهدي المعلم نحو التعلم الهادف

Dr.Fayhaa Almomani

دكتوراة المناهج وطرق التدريس المشارك

معلم خبير في وزارة التربية والتعليم

حاصلة على جائزة الملكة رانيا للمعلم المتميز

2025-11-13

النتاجات التعليمية: البوصلة التي تهدي المعلم نحو التعلم الهادف

تخيل أن تدخل صفك غدًا بلا هدف واضح… تبدأ بالشرح بحماس، تنتهي الدقائق، تخرج مبتسمًا، لكنك تتساءل في داخلك: هل تعلّم طلابي فعلًا؟ هل تحقق ما أردت؟

«إذا لم تكن تعرف إلى أين أنت ذاهب فكل الطرق قد توصلك إلى هناك.» — لويس كارول

هذه المقولة تضعنا مباشرة أمام جوهر محاضرتنا: دون نتاجات تعليمية واضحة، يصبح التدريس رحلة بلا بوصلة. في هذه المقدمة نؤسس لفهم عملي وعلمي لكيفية صياغة نتاجات سلوكية ذكية (SMART) تجعل من كل حصة فرصة مقصودة للتعلّم.

في عالم التعليم الحديث

لم يعد المعلم مجرّد ناقل للمعرفة، بل أصبح مصممًا لتجارب تعلم هادفة ومقصودة. وصياغة
النتاجات التعليمية هي حجر الأساس في هذا التصميم، فهي البوصلة التي تحدد
إلى أين تتجه الحصة الدراسية، وكيف ستصل إليها، ومتى يمكن القول بأنك وصلت بالفعل.
يمكنكم الاطلاع على المزيد عبر 🌐 الموقع الرسمي لـ TCHRFM.

ما المقصود بالنتاجات التعليمية؟

النتاج التعليمي هو عبارة دقيقة تصف التغير المتوقع في سلوك المتعلم نتيجة مروره بخبرة تعليمية محددة.
بمعنى آخر، هو ما نريد من الطالب أن يعرفه، أو يفعله، أو يشعر به بعد انتهاء الدرس.
فالمعلم لا يبدأ الحصة ليقول: “سأشرح درس الجهاز الهضمي”، بل ليقول:
“سأجعل الطالب يفسّر وظيفة المعدة ويقارنها بالأمعاء الدقيقة باستخدام نموذج تشريحي.”
هنا يصبح الهدف موجّهًا وواضحًا ومُقاسًا.
تابعوا صفحاتنا لمزيد من المحتوى على 🔗 فيسبوك |
📸 إنستغرام |
🎥 يوتيوب

لماذا صياغة النتاجات التعليمية مهمة؟

  1. توجّه عملية التعليم والتقويم: فالنتاجات تحدد للمعلم ماذا يدرّس، وكيف يدرّس، وكيف يقيس تحقق التعلم.
  2. توضح للطالب الغاية من التعلم: الطالب الذي يعرف إلى أين يسير، يتعلم بوعي أكبر ويصبح مشاركًا لا متلقيًا.
  3. تجعل الحصة التعليمية ذات معنى: فلا تتحول إلى سرد معلومات، بل إلى رحلة تعلم هادفة نحو تغيير سلوك أو مهارة أو اتجاه.

من الهدف التقليدي إلى الهدف الذكي SMART

أحد أذكى النماذج التي اعتمدها المربون هو نموذج SMART، الذي يصف الخصائص الخمس للنتاج الجيد:

  • S – محدد (Specific): الهدف يصف أداءً واضحًا مثل “أن يميز الطالب بين أنواع الخلايا النباتية.”
  • M – قابل للقياس (Measurable): يمكن ملاحظته أو تقويمه.
  • A – قابل للتحقيق (Achievable): ممكن التنفيذ ضمن زمن الحصة ومواردها.
  • R – واقعي ومرتبط (Relevant): له علاقة بحياة الطالب واحتياجاته التعليمية.
  • T – محدد بزمن (Time-bound): يتحقق خلال فترة زمنية واضحة، كأن نقول “بنهاية الحصة.”

المكونات الأساسية للنتاج السلوكي

  1. الفعل السلوكي: مثل: يصف، يحلل، يصمم…
  2. المتعلم: الطالب أو المتدرب أو المعلم نفسه في التدريب.
  3. المحتوى أو ناتج السلوك: المفهوم أو المهارة التي يتم تعلمها.
  4. الشرط والمعيار: الظروف والزمن ومستوى الإتقان المطلوب.

أن يستخدم الطالب المجهر لفحص شريحة بكتيرية بدقة خلال ثلاث دقائق.

الأخطاء الشائعة في صياغة النتاجات التعليمية

  • استخدام أفعال غير قابلة للقياس مثل يفهم، يدرك، يعرف.
  • صياغة الهدف من منظور المعلم بدلاً من المتعلم (مثل: “يشرح المعلم الدرس”).
  • كتابة عناوين الموضوع بدلاً من الأهداف (“الهضم في الإنسان”).
  • دمج أكثر من أداء في هدف واحد (“أن يتعرف الطالب على مكونات الخلية وتركيب كل منها”).

تصنيف النتاجات التعليمية: ثلاثية بلوم الشهيرة

  1. المجال المعرفي: يركّز على التفكير والفهم (تذكر – فهم – تطبيق – تحليل – تركيب – تقويم).
  2. المجال المهاري (النفس حركي): يركّز على الأداء العملي واستخدام الحواس والعضلات في التعلم.
  3. المجال الوجداني (الانفعالي): يهتم بالقيم والاتجاهات والمشاعر نحو التعلم.

المعلم المبدع هو من يوازن بين هذه الجوانب الثلاثة، فيُنمّي الفكر، ويصقل المهارة، ويغرس الاتجاه،
كما توصي 📚 مدونات الدكتورة فيحاء المومني و
🔗 لينكدإن بدمج هذه الأبعاد في كل خطة درسية احترافية.

انضم إلى 👥 مجموعة الفيسبوك المغلقة لصناعة المعلم المحترف لتبادل الخبرات، وكن جزءًا من مجتمع تعليمي ملهم.

خاتمة

صياغة النتاجات التعليمية ليست مهمة روتينية تُملأ في خطة الدرس، بل هي فعل وعي تربوي.
هي الخطوة التي تميّز بين من “يُدرّس الدرس” ومن “يُحدث التغيير”.
فحين يعرف المعلم إلى أين يتجه، يصبح كل نشاط، وكل سؤال، وكل لحظة صمت في الحصة خطوة مقصودة نحو تعلم حقيقي.

التدريس بلا نتاجات يشبه الإبحار بلا بوصلة — قد تتحرك السفينة، لكنها لا تصل أبدًا.

لمزيد من الموارد والاطلاع على أفضل الممارسات في صناعة المعلم الاحترافي، تفضلوا بزيارة 🌐 الموقع الرسمي لـ TCHRFM أو تابعوا صفحاتنا التعليمية على
🔗 فيسبوك |
📸 إنستغرام |
🎥 يوتيوب.

المراجع والمصادر

  1. Anderson, L. W., & Krathwohl, D. R. (2001).
    A Taxonomy for Learning, Teaching, and Assessing: A Revision of Bloom’s Taxonomy of Educational Objectives.
    New York: Longman.
    🔗 رابط الكتاب
  2. Marzano, R. J. (2017).
    The New Art and Science of Teaching: More Than Fifty New Instructional Strategies for Academic Success.
    Bloomington: Solution Tree Press.
    🔗 رابط الكتاب
  3. Biggs, J., & Tang, C. (2011).
    Teaching for Quality Learning at University: What the Student Does. 4th Edition. Maidenhead: McGraw-Hill Education.
    🔗 رابط الناشر
  4. Wiggins, G., & McTighe, J. (2016).
    Understanding by Design, Expanded 2nd Edition. Alexandria: ASCD.
    🔗 رابط الكتاب
  5. Popham, W. J. (2020).
    Classroom Assessment: What Teachers Need to Know. 9th Edition. Boston: Pearson.
    🔗 رابط الكتاب

مهمتنا

 مساعدة الخريجين والمعلمين الجدد والمعلمين ذوي الخبرة لاكتساب المهارات الأساسية والمعرفة التربوية اللازمة للاندماج السلس في مهنة التعليم وتعزيز الثقة بالنفس لبناء بيئة تعليمية ايجابية وفعالة من خلال برنامج تدريبي اونلاين مدته  سبعة أسابيع

بشكل حصري جدا ومؤقت هذا الويبنار سيزيل النقاب عن هذه النقاط:

  1. لماذا الشخصية الحالية التي تمتلكها لن تحقق لك أحلام المستقبل وكيف يمكنك تغييرها؟
  2. لماذا تحتاج فقط ان تبيع شريحه واحده من الطلاب وكيف يمكن تحديدها؟
  3. ماهي الإجراءات والخطوات التي تحتاجها لبناء دوره تعليميه بأسرع  مده زمنيه واقل تكلفه وجهد؟

بعد الانتهاء من التسجيل اذهب مباشره الى بريدك الالكتروني حيث رابط الدخول بالبريد الالكتروني

قد يعجبك ايضا قراءة ….

سحر التمهيد والإغلاق في التدريس

سحر التمهيد والإغلاق في التدريس

هل تبحث عن طرق مبتكرة لتحسين دروسك؟ تعلم كيف تجعل التمهيد والختام لحظات مؤثرة تجذب الطلاب وتزيد من استيعابهم. دليل عملي للمعلمين في الأردن وفلسطين والخليج العربي

التخطيط الذكي للحصة

التخطيط الذكي للحصة

التخطيط الحديث ليس مجرد ورقة عمل، بل هو عقل المعلم في ميدان الصف. في هذا المقال، نكتشف كيف يُعيد التخطيط الذكي تشكيل دور المعلم والطالب لبناء تعليم أكثر إبداعًا وفاعلية.

المعلم في عصر الذكاء الاصطناعي

المعلم في عصر الذكاء الاصطناعي

في عالم يتغير بسرعة، يحتاج المعلم المحترف إلى تبني استراتيجيات حديثة تجمع بين الإبداع والتقنية لبناء تجربة تعليمية تفاعلية وفعّالة. تسلط هذه المقالة الضوء على أهم الاتجاهات التربوية التي تُمكّن المعلمين من مواكبة التطورات وتحقيق التميز في الميدان التعليمي.

0 Comments

Submit a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Pin It on Pinterest

Share This